الخميس، 13 ديسمبر 2012

مذكرات صاخبة



مذكرات صاخبة
عُمراً عِشتُ في أوهامٍ وخيال  وَامتَطيتُ السُحبَ في أعالي الجبال ,
حتى صفعني الدهر بقسوته ليعيدني إلى الواقع المُنهار , بكل معانيه وهوامشه  بالحال ,
لاكتشف بأنني لا شيء يُذكر وعالمي عبارة عن مجلد فارغ  عَبثي وسط الحصار ,
يخيم عليه ضباب الزيف والخداع  والانفعال ,
ليبقى  اليقين بان تلك حالة عابرة من الصمت والتيه والانكسار ,
لا يحركها ويملئ فراغها المُستعار
ويخرج ذالك الطفل العنيد المكابر من أعماقي  غير أمر واحد مُحال ,
 هو أنتي حبيبتي ,
فتراني أنقب عن أثارك وبقاياك وأخر همساتك وكلماتك ,
لأرى فيك طفلة نادرة تأخذ كل قناعاتي وتسلبني ما بقي من أحلامي
 وتصقل ملامح  حياتي القادمة ,
فبصماتك حبيبتي شكلت تضاريس  جسدي وأشجاني لتصبحي مدينتي المنسية
التي اعشق الرحيل إليها كلما داعبني والوجد والحنين ,
فكم أتشوق لان اجلس مقابلك بلا رقابة العيون , وافتح لك بوابات عالمي السري على أشرعتها ,
ونحطم الحواجز المجنونة من درب العواطف العاصفة ,
 فيسبق إطلالتك عطرك الفرنسي الذي اخترق حواسي
ليصافحني وينعش قلبي بهالة من الفرح والإغراء  الأنثوي,
ويَهبُ الروح شُحنة  من الهزات النفسية والانفعالات المتقلبة
 التي تدفعني للسقوط من شاهق أحلامي بين يديك ,
 والقناعة بأنك قربي مشرقة ساحرة كسماء حزيران ,عصفورة أنيقة
 تحمل في أعماق عينيها البراءة والأمان  كواحات النخيل عندما يحل الظلام  ,
امسك ذراعك  كطفل مُكابر على حافة البكاء والعويل ,
 لأمنعك من السفر الطويل واحتال على الوقت حتى لا يمر سريعا ويجيب نداء الرحيل ,
فقد أدمنت صوتك  عندما يداعب سمعي وإطلالتك  كبدرً منير ,
وملامحك التي تفضح عواطفك وتكشف خفايا نفسك
وتمنحني السبيل للتواصل والاتصال , لأكن معك جسدا واحد صعب الانفصال

صرخة غضب



صرخة غضب
احتاج إلى وقفه جادة وشجاعة  و لصدمات متتالية لأعود الى الواقع
واصحوا من حلمي المبتور المشوه في معالمه المنتهك في أعماقه
ولأتغلب على اليأس والمرارة التي ملأت أفكاري ألمُكدسه سنوات طويلة
على رفوف الغُربة والضياع
فقد شكل لقائي بك سيدتي مُنعطفاً  في حياتي  وغير مَجراها
واعتقدت مُخطأ بان زمان خيبة الأمل  والانتظار الطويل قد انتهى
وباني وجدت أخيرا وطني المنشود وحصلت على استقلال الجسد والروح
عِشتُ بقُربك الحاضر
ولم أجرأ للحظه أن أتحرش بالماضي او العودة إلى دروبه  الوعرة
وهنا بدأت أولى حماقتي  وسلمت أخر أسلحتي
وتجاوزت قناعاتي تحت ضربات المشاعر المتقدة في أعماقي
وتركت لكي المجال على مصراعيه لاكتشافي في قوتي وضعفي
وأفرغت ببراءة ما خفي من أسرار مدوناتي وهمساتي
ليتوقف عمري على كلمة تنطقها شفتيك
وعلى لحظة احتضنك فيها واحييا على صدرك بعضا مما افتقد من دفء وحنان
وشوقاً لملاك دهراً تمنيت
بدأت معك من الصفر
ليولد الطفل الشارد الحزين بين يديك
نعم بنيت عليك أمالا وصلت حدود السماء
ولم اشعر يومها باني سأقع أرضا
مُهشم الجَسد مَكسور الأجنحة أسبح وَسط دوامة السحاب
لاكتشفت باني َمُعلَقّ بِحُب طِفلة عابثة تهوى اقتناء الألعاب
وكنت احد ألعابها الرخيصة التي مَلت اقتنائها فقذفتها إلى الهاوية
وشَرعت قلبي إمام العواطف العاصفة
وجحيم الفكر الصامت وسط معاقل الظلام  وهواجس الخوف من الغد المنتظر
لتستدرجني الظروف إلى كهف الأحزان طواعية بعد أن غاب القمر
ورضيت صاغرا بحكم القدر
لأعيش تلك الهزات النفسية المتضاربة من جديد
وكان الماضي العتيد عاد دفعة واحدة
وارى نفسي أقف أمام المحكمة
والجلاد ينتظر الحكم بالإعدام بفارغ الصبر  لتنفيذ القرار
فلا أجد في رهبة ها الموقف وكل ما حولي يطفح بالدموع
إلا أن انظر للسماء في تمني ورجاء
وان امسك قلمي الذي اعتاد الفراغ
واكتب خرابيش مبعثرة
تملئ صفحاتي المنسية
أقول فيها : ـ
عشت بقربك حبا مستحيل
فاق أفاق التحدي والتعليل
وقبلت أن أكون لعينيك أسير
مستسلما لغزو أكتافي
بخصلات شعرك الغجري الطويل
موقعاً شفتيك بقبلات متيم قتيل
وعزفت  لكي مكنون النفس
عندما عجز القلم عن التعبير
لأتنازل أمام شراسة الحب عن كنزي الثمين
فجعلتك اقرب لي من الروح
فماذا كان المصير ؟
رصاصات تنطلق إلى صدري
وَيرخُص التبرير
تخترق أشلائي دون نذير
وتدفعني إلى حافة السقوط
مُحَملاً بِثقلٍ من الحُزن المَرير
ارتعش كسمكة  يتيمة
خرجت من أعماق البحر ضالة السبيل
لا استطيع أن أكابر واصطنع ف بديل
فالحب ليس ألا حلماً عسير
لا نسب له ولا صاحب نَصير

احبك حتى الهلاك



احبك  حتى الهلاك 
احبك  حتى الهلاك  واشتاق اليك حد الاحتراق
فبقربك حبيبتي تشتعل نيران العشق وتجرفني الى غمار موطأ قدميك
مع كلماتك نما ربيع عمري  واكتست بالخضرة روحي
ورفضت طوال عمري  ان اساوم او اهادن امرأة غيرك
اقتربي مني ودعيني اخترق ضباب الدمع والحزن واحتضنك
ونعبر ذالك الجسر السري المعلق بين قلبيا من الشوق والحنين
لاكتشفك من خلال نفسي وحلمي في تلقائية وبراءة
ونختصر المسافات ونجمع في بوتقة واحدة كل المتناقضات
 والعواطف الجامحة
فقد ايقضتي  بداخلي مارد حلم  حُبسَ سنين فتمرد
ولم اعد املك المقدرة على ترويضه والإمساك بلجامه
فأنتي فتاتي الثائرة وتلميذتي المنصتة لجنون افكاري
ومديني الملتهبة بثورات الهزات النفسية
والانفعالات المشحونة بالتردد والكبرياء
اقتربي مني لأقرا صحائف عينيك
تلك العيون التي طالما استفزتني بنظراتها
وجردتني من سلاح المقاومة والتعبير
لأسجل دهشتي وانبهاري وهزيمتى امام قوة سحر بنت النور
 اقتربي لأودع شفتيك بقبلة عابرة
 تشعل  المشاعر النائمة والكلمات الخاملة
 للتحول الى بركان هادر يمطر الارض برماده الحارق
بأخذنا مع سيله الى جزر خاوية نعيش فيها الواقع والخيال
نملئ فراغ الايام ونبدأ من جديد بواطن الالهام
اقتربي لأرسمك بحدسي وعفوية همساتي
وأنا استمع الى الحان صوتك بموسيقاه العذبة
التي اخترقت جدران التحدي والحواجز الوهميه لتحجبك عني
واتركي للقلم طريقه ليتسكع في زوايا جسدك المتناسق
 وخصلات شعرك المتناثرة كخيوط الشمس وشعاع القمر
  فانا اراك كـ لموناليزا في ابتسامتها الغامضة
وأحاسيسها المتناقضة ما بين الخوف والرجاء
فربما لا استطيع ان اكون ليوناردو في الرسم والتعبير
ولكن يكفي ان اكن العاشق المتيم  الذي تحدى قوانين المستحيل
خرج  من كبوته وهزائمه  ليكتشف قدرته وذاته
فكوني معي حبيبتي اليوم وغدا
 فلرفيق لا يمل من حوار يجمعه مع شهد شفتيك

همسات من خلف جدران العاطفة



همسات من خلف جدران العاطفة
يستقـطب الـشوق جل افـكاري ويغزوا الـحنين بشراسة اعمــاقي
لتنحدر العاطفة سريعا الى متاهات الحب وتلك الدهاليز السرية
الـتي لـم تـطأها بتاتا امـرأة قـبلك
ولـن يـكون في قاموسي يـوما مفردات او  ذكرى لزهرة غيرك
فاستيقظ من سباتي على شدو صوتك العازف في مكنون روحي
يناديني لأمد يدي واستقبل موكب ملاكي القادم من عالم الاحلام
لأحلق مع رذاذ عطرك القادم ونسيما داعب خدك الى دنيا الهيام
فتوصد الابواب ويصمت الكلام ويبقى اريج سحرك ملهم الاقلام
وكم قلت  قديما بان حبك اعصار وبركان
ورعد وريح ومطر جـارف هز الاركان
وبان بعدك هوان و همسك وصورتك اختلطت مع دماء الشريان
ولم اقل لك بأن أفـكاري امست مقيدة بإرادتـها وحبك لها سجان
وعيوني ترفض ان ترى غير حبيبة تحكم مشاعر رفيق الاحزان
وباني جعلت لك من مقلتي مخدع ومكان
ومـن صدري متكأ يهبك الدفء والأمان
فنسجت من كلماتك العذبة خيوط افكاري
وشكــلت من اسمـك لـحنا تعزفه  اوتاري
فسـكن الحب وجداني فالهبة حتى الـبكاء
فكنت اسرق من هيبة حضورك وجلساتك مفاتيح ذاكرتي الـمنسية
فـهل عندك شـك بأنك خياري ومـعك تشكلت اشعاري و اخـباري
وفـاضت مع عشقك كـل اساطير الـحب لأمـنحك ثـقتي وأسـراري
وأعيش بقربك ذهولا ملاني بالتناقضات الغامضة وكثرة والأماني
لأحطم قـيود الماضي ألصدئه وأغلق الفراغات المجزئة في صدري
وأعـلن ويدي بيدك استقلال الروح وانتـصاري

همسات المطر



همسات المطر
تتسابق حبات المطر لتَدُق سَطحَ نافذتي وتداعبها بِعَفوية وإصرار
ليستدرجني همسها  العذب المتناسق الى واحة من الافكار
تحملني على اجنحة الشوق الجارف , منزوع الارادة والخيار
فينتعش الامل في نفسي وتبدأ في مخيلتي قصة حب مجنونة تعزف الاوتار
وتتفجر بداخلي ينابيع من الحنين , تكسر الصمت والارتباك والانتظار
وتدور عيوني في المكان بحثا عن طيفك  في الجوار
وإجابة السؤال الدائر في ذهني اين تكون ملهمتي
ويقيني المحتمل الان من الابصار
واقنع نفسي بنظره متثاقلة باحتمالات وفرضيات ملأتني حيرة وأعذار
وتبعثرت امامها لغتي وفَرَضَت على انفاسي الحصار
رَحَلتِ بلا مَوعدٍ مُسبَق  ليتلاشى حُضورك المَرِح  عن الانظار
وتلك الشاعريه التي كانت  ترافق قدوم موكبك لأرض الديار
وغاب ذاك السحر ألانونثي الخارق
الذي طالما استمدته من عطرك السري بنشوة وانفعال
وافتقد نظراتك الغامضة التي حملت في باطنها اغراء
وغيره من امراه افردتني بها الاقدار
كنتِ نافذتي للعالم وَسَنَدي في الحوار
سرقتِ جل اهتمامي  وسلبتني الخيار
فقربك من وضع النهاية لِمَوجة الحُزن التي ضربت اشلائي
وجرفتني معها الى درب الهاوية وفوهة اعصار
فأين انتي سيدتي من رفيقاً شارف على الانهيار
وطوى اوراقه واستسلم للموت البطيء والاحتضار
فلا تكوني ممن يهوى الحرائق
لتشعل اخر احلامنا  وتجعل منها امواجا من النار
تحرق الجسد والروح وتنثره في الهواء رمادا مثار
فالحياة القَصيرة لا تَتَسع لمزيد من الحماقات المُكتسبة ليل نهار

الى من كانت حبيبتي



الى من كانت حبيبتي
الى من كانت حبيبتي
الى من حملت اسما مستعار
وقلبا خاوي بشعور مستعار
وادعت بان العشق يكويها بالنار
فتجمد لديها الاحساس وتكاثف على عينيها البخار
لتفقد الرؤيا والخيار
وتقف وسط العامة فارعة تلعن الزمن وتلوم الاقدار
ترشقك بسهام الذل والعار
لتدعي الحب وبان داخلها اعصار
ألا تعلمين باني اكرهك
 واكره قلبا استسلم لكي استسلام الاطفال
وصارع لأجل سهدك  صراع الابطال
ليسقط ارضا مدرجا بدمائه منزوع الاوصال
يتلقى طعناتك المتتالية باسم حب اجوف متعال
وأنثى عقيم الاحساس تعشق الاغلال
فلا  تشكي لوهلة بأنك  ما زلت قمرا يسحرني
وفنجان قهوة يهبني اللهام ويلازمني
وقلما انشد اليه دوما فيطوعني
لا سيدتي
انتي مجرد ماضي ارهقني
مسحت ذكراه كي لا يتراءى لعيني

اعتراف من محراب الأحزان



اعتراف من محراب الأحزان
نور شمس النهار طارد بالحب والأمل  فُلولَ الظَلام
ليَزُف بُشرى ميلاد فجر جديد دُونما اختيار
جاءني صوتك هامساً من خلف التلال
حاملاً شلالاً من ألطِيب ألمُذاب مع نَسيم البحار
تَساقَط رذاذه على وسادتي وداعب أنفاسي
فاصحوا مُهرولاً  نحو هاوية عشقك الجنوني  بإصرار
يَحمِلني فَيضاً من عاطفة جارفه للاقتراب وتأمل ملامحُك
بِتَمَعُن وانبهار
فيتسلل الحنين إلى خَلجات القَلب مع أولى خيوط النهار
لأنعُم بِجُزء من أماني تُطاردني وَبَنيتُ عليها الآمال
فَكَم نَحتاج  إلى لَحظات نَسرِقها من الزمن نَتحَدث فيها وَيَطول الحِوار
لِنُفرجَ عن الأشجان المحبوسة  من  قفص الانتظار
بِمزيجاً من الحُزن والفرح والانفعال
دون العَبث بأوراق الماضي المُصفرة من القَهر والانكِسار
نَرسم الواقع بِمَعانية المُتناقضة ونتحدى خطاه
ونعبر جسر الأيام الضيق بخطى ثابتة إلى حب نتمناه
وننقذ أشلاء الذاكرة من  حماقات التسويف والابتذال
نُشَكِلُها من جديد بأودية وسهول ووطن نَعشق سماه
اعترف باني إنسان لم يَفهمهُ احد بِحُزنه ووحدته
بحماقاته وتشرده وعشقه  للرحيل والأسفار
ولكني أوشكت معك أن أُحقِقَ أحلامي رُغماً عن الأسوار
وأقَمتُ في سِجنك طواعية حُراً بِلا أسرار
فلم أنتَمي يَوماً لامرأة غيرك
سَكَنتِ مَعي جُزر المُستحيل وكانت الخَيار
فحبك سَيِدَتي عَبَرَ بَوابات ألقلب بِلا أذن دُخول أو إشعار