الخميس، 15 نوفمبر 2012

رفيق الصمت



رفيق الصمت
اجلس وحيدا , احلق في الافق الواسع حولي ولا اعير انتباها للوقت , تعبر الدقائق والساعات مسرعة دون حساب , لا يشغلها شيء , وانظر الى الاشياء حولي , والتي تتحدث عن حالي , وتعيش اجوائي المتقلبة ,ما بين شتاء ماطر وصيف قاهر , تكاد ان تتشابه في ضبابيتها وغموض حالها الراكد في وحل الزمن , وهي ليست بالكثيرة التي لا يمكن حصرها .
فالى جانبي هاتفي المحمول الذي يعيش في صمت مطبق منذ أمد , لا احد يهتم لأمره او يحاوره , فتراه اعتزل العالم وعاش عالمه الخاص , اخط عليه احيانا اشلاء نفسي وخلجات روحي عندما يحل الظلام وتسكن الاصوات ,وافتقد الونيس وتثور الاحاسيس الخاملة مع وهج القمر وغفوا البشر
وأمامه تقف بشموخ شاشتي الحزينة التي اعتادت بصدق وشفافية نقل همساتي وشوقي العارم وندائي المكبوت الى العالم الاخر  ,فتوصلني  مع عالم الخيال , الى شخوص اعرفهم بألقاب اختاروها ,منهم من اختار الرحيل وأخر لديه اصرار على البقاء , اقلب الصفحات تلو الصفحات واصل لنتيجة واحده بان كل الامور تشابهت والإخبار تتحدث بلغة احده , الكذب الخيانة , الوداع , الفراق , والأمل الذي أحبطت معانيه وتهشمت اركانه .
و ترى فنجاني العجوز الرفيق الدائم ,جالس بهدوء وسكينه , ينظر الى بتأمل وحيره ,ويدعوني لأخذ رشفه قبل ان تبرد قهوته ,  فلم يمل يوما مجالستي , والاستماع الى سخافة همساتي , وقد صاعد منه البخار ليرسم على زجاج عدساتي صورا غير مقروءة, ضبابيه كأعمال السحره والمنجمين
ولا استطيع ان اتناسى لوهله قلمي الذي اخط به امنياتي وحماقاتي ,وما علق في ذهني من امور عابره شدت انتباهي ,وتشبثت بقوة في اطراف ذهني خلال يومي الطويل , لأغوص من خلاله الى عالم الاحلام ’ يتنفس افكاري وينضحها على الورق , ويعمل بجد واجتهاد لإيصال خفايا نفسي , وفضح رغباتي , فهو الوحيد الذي اعترف بقدسية الشعور , واخرج فحواه للنور , فكان كالشمعة ينير ظلمة ليلي , ويؤنس وحدتي , ويمسك بيدي لأتخطى عثرات الزمن .
ومع هذا كله هناك اشخاص كثر يمرون بي في خضم عملي, يؤدون السلام , ويخوضون في اساله وعلامات استفهام , ويثيرون الضجيج وسط باحات افكاري , لأشرد في كل مره من حاله الهيام , لأجيب هذا وذاك , صنعوا من طبيب خاص لعلل جنونهم ,ولإخفاء اسرارهم والحفاظ على خصوصياتهم ,وطمس اثار مسرحياتهم الليله في مسرح الحب والغرام , ولم يسألني يوما احد ماذا بك او ماذا يزعجك , فكل يهتم لأمره وينشد راحة نفسه , ويبحث عن مساعده لكسله او عجزه , ولجهاز اقتناه ولا يفهم قدره .
كلها جمادات ترافقني كما رافقني الليل والقمر , تفهم لغتي وتعيش احساسي , تغلبت في ذالك على قلوب البشر , التي امست كالحجر ,تتاجر بالمشاعر بلا ثمن , وتعزف على اوتارها برومانسيه لتحتلها بجاذبية  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق